حواء تحت التراب

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
حواء تحت التراب
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
جردوها من ملا بسها بل من كل شي ثم حملوها إلى
مكان مظلم

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

شدوا وثاقها .. وحرموها حواسها ... وشعرت بأنها
موضوعة على ما يشبه الهودج ..
في ارتفاعه وحركته ...

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

سمعت صوت حبيبها وسطهم .. ماله لا يعنفهم ...
ماله لا يمنعهم من أخذها ...

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

صوت الخطوات الرتيبة تمشي على تراب خشن ...
ونسائم فجرية باردة تلامس ثيابها
البيضاء .. ورغم أنها لا ترى الا أنها تخيلت
الجو من حولها ضبابيا ... وتخيلت
الأرض التي هي فيها الآن أرضا خواء مقفرة ..

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أخيرا توقفت الخطوات دفعة واحدة وأحست بأنها
توضع على الأرض .. وسمعت الى
جوارها حجارة ترفع وأخرى توضع .. ثم حملت
ثانية .. وشاع السكون من حولها ...
وأحست بالظلام ينخر عظامها ..

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ومن أعلى تناهى لسمعها صوت نشيج ... انه ابنها
.. نعم هو ... لعله آت لانقاذها

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لكن ... ماذا تسمع انه يناديها بصوت خفيض : أمي..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ومن بين الدموع يتحدث زوجها اليه قائلا :

تماسك ... انما الصبر عند الصدمة الأولى ... ادع
لها يا بني ... هيا بنا ..

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
غلبته غصة ... وألقى نظرة أخيرة على الجسد
المسجى ... فلم يتمالك نفسه أن قال
بصوت يقطر ألما : لا اله الا الله ... لا اله الا
لله ... انا لله وانا اليه
راجعون ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كان هذا آخر ما سمعته منه .. ثم دوى صوت حجر
رخامي يسقط من أعلى ليسد الفتحة
الوحيدة التي كانت مصدر الصوت والنور .......
والحياة ..

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

صوت الخطوات تبتعد ... الى أين أين تتركوني كيف
تتخلوا عني في هذه الوحدة وهذه
الظلمة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

نظرت حولها فاذا هي ترى ....... ترى

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أي شيء تستطيع أن تراه في هذا السرداب الأسود

ان ظلمته ليست كظلمة الليل الذي اعتادته ...
فذاك يرافقه ضوء القمر .. وشعاع
النجوم ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فينعكس على الأشياء والأشخاص ..

أما هنا فانها لا تكاد ترى يدها ... بل انها
تشعر بأنها مغمضة العينين تماما ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تذكرت أحبتها وسمعت الخطوات قد ابتعدت تماما
فسرت رعدة في أوصالها ونهضت تبغي
اللحاق بهم ... كيف يتركونها وهم يعلمون أنها
تهاب الظلام والوحدة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لكن يدا ثقيلة أجلستها بعنف ..

حدقت فيما خلفها برعب هائل ... فرأت ما لم تره
من قبل ... رأت الهول قد تجسد في
صورة كائن ... لكن كيف تراه رغم الحلكة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قالت بصوت مرتعش : من أنت

فسمعت صوتا عن يمينها يدوي مجلجلا : جئنا
نسألك ...

التفت .. فاذا بكائن آخر يماثل الأول ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

صمتت في عجز ... تمنت أن تبتلعها الأرض ولا ترى
هؤلاء القوم ... لكنها تذكرت أن
الأرض قد ابتلعتها فعلا ..

تمنت الموت لتهرب من هذا الواقع الذي لامفر
منه ... فحارت لأمانيها التي لم تعد
صالحة ... فهي ميتة أصلا ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

- من ربك

- هاه ..

- من ربك

- ربي .. ما عبدت سوى الله طول حياتي ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

- ما دينك

- ديني الاسلام ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
- من نبيك

- نبيي .......

اعتصرت ذاكرتها ... ما بالها نسيت اسمه ألم تكن
تردده على لسانها دائما ألم تكن
تصلي عليه في التشهد خمس مرات يوميا

بصوت غاضب عاد الصوت يسأل :

- من نبيك

- لحظة أرجوك ... لا أستطيع التذكر ..

ارتفعت عصا غليظة في يد الكائن ... وراحت تهوي
بسرعة نحو رأسها .. فصرخت ...
وتشنجت أعضاؤها ... وفجأة أضاء اسمه في عقلها
فصرخت بأعلى صوتها :

- نبيي محمد ... محمد ...

ثم أغمضت عينيها بقوة ... لكن ..

لم يحدث شيء .. سكون قاتل ..

فتحت عينيها مستغربة فقال لها الكائن الذي
اسمه نكير : أنقذتك دعوة كنت
ترددينها دائما ( اللهم يا مقلب القلوب ثبت
قلبي على دينك )
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

سرت قشعريرة في بدنها .. أرادت أن تبتسم فرحة
... لكنها لم تستطع ... ليس هذا
موضع ابتسام .... يا ربي متى تنتهي هذه اللحظات
القاسية ..

بعد قليل قال لها منكر : أنت كنت تؤخرين صلاة
الفجر .....

اتسعت عيناها ... عرفت أنه لا منجى لها هذه
المرة ... لأنه لم يجانب الصواب ...
دفعها أمامه ... أرادت أن تبكي فلم تجد للدموع
طريقا ... سارت أمام منكر ونكير
في سرداب طويل حتى وصلت الى مكان أشبه
بالمعتقلات ...

شعرت بغثيان ... وتمنت لو يغشى عليها ... لكن لم
يحدث ..

فاستمرت في التفرج على المكان الرهيب ...

في كل بقعة كان هناك صراخ ودماء .. عويل وثبور
... وعظام تتكسر .. وأجساد تحرق
... ووجوه قاسية نزعت من قلوبها الرحمة فلا
تستجيب لكل هذا الرجاء ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
دفعها الملكان من خلفها فسارت وهي تحس بأن
قدميها تعجزان عن حملها ... واذا بها
تقترب من رجل مستلق على ظهره .. وفوق رأسه
تماما يقف ملك من أصحاب الوجوه
الباردة الصلبه .. يحمل حجرا ثقيلا ... وأمام
عينيها ألقى الملك بالحجر على رأس
الرجل ... فتحطم وانخلع عن جسده متدحرجا ...
صرخت .. بكت .. ثم ذهلت ذهولا ألجم
لسانها ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وسرعان ما عاد الرأس الى صاحبه .. فعاد الملك
الى اسقاط الصخرة عليه ...

هنا .. قيل لها :

- هيا .. استلقي الى جوار هذا الرجل ..

- ماذا

- هيا ..

دفعت في عنف .. فراحت تقاوم .. وتقاوم .. وتقاوم
.. لا فائدة .. ان مصيرها
لمظلم .. مظلم حقا ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
استلقت والرعب يكاد يقطع أمعاءها .. استغاثت
بربها فرأت أبواب الدعاء كلها
مغلقة .. لقد ولى عهد الاستغاثة عند الشدة ...
ألا ياليتها دعت في رخائها ..
ياليتها دعت في دنياها .. ليتها تعود لتصلي
ركعتين .. ركعتين فقط .. تشفع لها..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

نظرت الى الأعلى فرأت ملكا منتصبا فوقها ..
رافعا يده بصخرة عاتية يقول لها :

- هذا عذابك الى يوم القيامة ... لأنك كنت
تنامين عن فرضك ...

ولما استبد اليأس بها ... رأت شابا كفلقة القمر
يحث الخطى الى موضعها .. ساورها
شعور بالأمل ... فوجهه يطفح بالبشر وبسمته
تضيء كل شيء من حوله ..

وصل الشاب ومد يديه يمنع الملك ...

فقال له :

- ما جاء بك

- أرسلت لها ... لأحميها وأمنعك

- أهذا أمر من الله عز وجل

- نعم ..

لم تصدق عيناها ... لقد ولى الملك ... اختفى ..
وبقي الشاب حسن الوجه .. هل هي
في حلم

مد الشاب لها يده فنهضت .. وسألته بامتنان :

- من أنت

- أنا دعاء ابنك الصالح لك ... وصدقته عنك .. منذ
أن مت وهو لا ينفك يدعو لك
حتى صور الله دعاءه في أحسن صورة وأذن له
بالاستجابة والمجيء الى هنا ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أحست بمنكر ونكير ثانية ... فالتفتت اليهما
فاذا بهما يقولان :

انظري .. هذا مقعدك من النار ... قد أبدله الله
بمقعدك من الجنة ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو ولد صالح يدعو له ، أو علم ينتفع به ) حديث صحيح

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

شكرا لمرورك الجميل

» حواء فى كلمات
» حوار بين آدم و حواء
» الرجل الي تحبه حواء
» لماذا خلقت حواء واّدم
» ملابس شتوية.... لاجلك حواء