شيش بيج تكسب .....دو يك تخسر بقلم احمد الانصارى

الحياة مسرح كبير ذو رواية واحدة متعددة الاشكال ومتباينة المعانى تختلف ابطالها وتتناقض شخصياتها لا احد يعلم ماذا يدور خلف الكواليس ولا احد يعرف ماذا يجرى وراء الستار
ثم يصمت الجميع ويتوقف الحراك ويخف الضوضاء فاذا بالحفل يبدا وسط ظنون خائبة وامنيات كاذبة وكان الرواية قد انتهت قبل ان تبدا ثم يظهر البطل ومن ورائه بقية الكومبارس ليؤدوا دورهم كما رسمها الكاتب ببراعة
وتتدور الاحداث تباعا بين براعة الظهور وترقب المشاهدين
وفجاة
تسقط الاقنعة وتتلاقى الوجوه ويرفع الستار الوهمى وتبدو الرواية كما رسمها المايسترو ماساوية الاحداث اركانها قد تشتتت
مؤلف بارع ...سيناريو غامض.....ابطال من ورق
ثم ينتهى العرض ليست بنهاية تقليدية كما هو العرف ولكن ببداية لرواية جديدة يرويها المؤلف عبر خشبة المسرح وسط اوراق مبعثرة وامال ضائعة واحلام تنهار وكانها عنوان الرواية التى اتت باصل الحكاية
هكذا كانت الحياة ماهى الا مسرح كبير ذو اناس يسيرون كما تريد الحياة وكانهم عرائس متحركة تقيدهم الحياة لتجبرهم ان يفعلوا كل مايحلو لها حتى ولو لم يريدوا ان يفعلوا ذلك
امس حينما كنت ارتشف قهوتى مع اصدقائى وكعادتى فى مجالسى معهم لم تخلو من منافستنا الدائمة فى لعبة الطاولة التى لم يستطيع احد ان يواجهنى فى سباقها وكانوا يرفعون دائما راية الهزيمة قبل مواجهتى
ومرت جلست امس ونحن نتبارى فى لعبها فمع اول القاء زهر لى كانت النتيجة شيش بيج(6و5) فعدوت خانات كثيرة واقتربت من الدخول الى منطقتى ثم جاء الدور على صاحبى فى القاء الزهر فجاءت النتيجة دو يك(2و1) فظل يندب حظه العثر ويتهم الحظ بمجاراتى دائمة ولن انسى مقولته الشهيرة التى دائما يقولها لى عندما يساندنى الحظ ويعانده (انت لابس حظاظة ولا ايه)
ومع غضبه المستمر مع كل لعبة يلعبها سرحت قليلا مع هذه اللعبة فعند بدء الجولة يتساوى الجميع ولكن عند القاء الزهر يتغير كل شئ فرقم كبير ينقلك خانات كثيرة دون الوقوف فى احدها ورقم صغير يبقيك كما انت لاتعدو سوى خانات قليلة وتظل سجن تلك المنطقة حتى تصل الى منطقة الامان التى من الممكن ان يسبقك غيرك ويحرمك منها
فهى الحياة ماهى الا (رمية زهر) فوق طاولة كبيرة فحينما تبتسم الحياة للانسان وتعطيه كل مايتمناه يعتقد بانه سيد نفسه عليها وان هذه الحياة قد خضعت تحت قدميه وانسان اخر تغرب الحياة عنه وجهها المضيئ وتحرمه مما يريده فيعتقد ان الحياة نفسها قد اخضعته تحت جناحيها واصبح عبدا ذليلا لها
هذا هو مااقصده فالاول اعتقد بان الحياة قد دانت بين يديه وكان حظه (زهره) كان كبير والاخر اعتقد بان الحياة قد سخرته عبدا ذليلا بين جوانحها وكان حظه(زهره) كان صغير
ثم اكملت الجولة مع صديقى وسط حظ معاند له ومداعبتى المستمرة لحجر الزهر ثم تعلمت الدرس الثانى من هذه الععبة فاثناء اللعب كانت هناك خانتين خاليتين كان لابد ان اغلقهما حتى استطيع ان استكمل وكنت فى حاجة الى زهر صغير حتى اتمكن من غلقهما فالقيت بالزهر وسط ترقب شديد من صاحبى فجاء الزهر برقم كبير دوش (6و6) وكانت المفاجاة ان ورقى كان على تلك الخانات فبدلا من ان اغلق الخانتين فتحت له ثلاث خانات اخرى لانه لم يكن لى اى لعب فى هذه المنطقة سوى ان افتح بعض الخانات الهامة فهذه هى قوانين اللعبة
وصمت قليلا بعد هذه اللعبة وسط ضيق شديد وغضب جامح منى ووسط سخرية صديقى الذى تعالت ضحكاته وتبدلت تعبيراته من الغضب الى الضحك
فامليت التفكير طويلا فى هذه اللعبة ثم جذبنى الخيال ان اربط بينها وبين مايحدث فى الحياة فعندما تقرضك الحياة وتعطيك مالاتريده تجعلك تائه اليم بين دروبها الغامضة وعندما توهبك ماتريده تشعرك وكانك سيد السعداء وكان الحياة عاشقة وقعت فى بحر اهوائك
وبين هذا وذاك تسير الحياة لن تتوقف فهذا مايفرقها عن لعبة الطاولة التى بمجرد انتهاؤها تغلق ويخلط كل شئ
فاليك ايها الانسان لا تستسلم دائما امام الحياة فالحياة كما تعطيك تعود وتاخذ اكثر ممن اعطتك فهى كالمراة الجميلة فى نعومتها ورقتها وامراة متغطرسة حمقاء فى مكرها وخداعها
دع نفسك تسير دون قيود ولا تجعل نفسك دائما اسير خانة الياك وخذ من الحياة ماتريده وليس ماتريد هى ان تعطيك اياه


بقلم
احمد الانصارى